الجمعة، 24 فبراير 2012

تفعيل تفكير الشباب لا تفكير آخرين من خلالهم ..!

يتفق الجميع نظرياً على أهمية الشباب ، وأنهم الثمرة التي ينبغي قطفها والإستفادة منها في كل مجتمع ..
لكن نشأت مشكلات كثيرة تعارض هذه النظرة وتحارب تطورها للجانب العملي والتطبيقي ..
وتحولت الثمار التي ينبغي قطفها ، إلى "رؤوس قد أينعت وحان قطافها" ، فهشّمنا بأيدينا ثمارنا ..
والمتهم الأول في هذا الجانب هو الفساد ، فالجانب الأكثر تأثراً في حالة تفعيل الشباب هو الفساد لأنه سيقضى عليه !

للأسف مجتمعاتنا العربية تعج بالكبار سناً ، الذين يطلق عليهم لفظ ظريف "الدايناصورات" ..!
حيث أنهم يتربعون على عرش المسؤولية ، ويحولونه بدورهم إلى عرش الراحة والسلطة المغلفة بالحصانة المطلقة ..!
بالتأكيد أن الخبرة التي يتمتع بها الدايناصورات "نظرياً" جانب مهم للتطوير ، ولكن الخبرة بدون الجانب العضلي تأثيرها "صفر" ..!
عندما يمكث المسؤول على عرشه دون حراك ، فنحن بهذه الحالة لا نفعل منصبه بل نقتله قتلاً بطيئاً ..!
وهذا بالضبط ما يحدث إذا ما تم عرض الصورة بصفة العموم على كل نطاقات العمل في بلادنا العربية ..!

في هذه الأثناء ، لم يعد الشباب يطالبون بالطريقة المعهودة بتفعيل دورهم ، بل بدأوا بفرض أنفسهم عنوةً
وهذا ما نراه الآن في برامج اليوتيوب ، الجهات التطوعية ، والكتابة والتدوين ..!
بدأ فرض الرأي من خلال هذه الجهات "مبدئياً" التي لا تندرج تحت لوائح رقابية أو موافقات جهات عليا "دايناصورية" ..!
ولا نعلم ما الذي سيستخدمه الشباب في المستقبل القريب ، وكل هذا في سبيل واحد .. إعادة تفعيل وجودهم وتفكيرهم تطبيقياً ..!

تجدر الإشارة هنا أن بسبب تهميش الشباب ، وازدياد حدة الإزدراء من جانبهم تجاه الكبار سناً من المهمشين لهم ..
بالإضافة إلى تبنيهم بشكل فعال من مصادر خارجية في أغلب الأحيان ذات طبيعة حميدة للغاية مفادها الإستفادة من طاقاتهم ..
نشأت لديهم الرغبة الحادة في امتداح جوانب قد تتعارض مع مبادئ دينية وثوابت مقدسة في شريعتنا الإسلامية ..
في الغالب هذا الامتداح هو نوع من الانتقام من المهمشين .. وليس اعتقاداً فِعْلي لدى الشباب وذلك لإحسان الظن بهم ..

الأمر الذي نتفق عليه جميعا دون شك ، هو أن تهميش الشباب لم يعد أمراً بسيطاً وفرض سلطة كالسابق ..
الآن تهميشهم ومحاربة فكرهم قد تؤدي إلى حرب عكسية من قبلهم وذلك لسهولة وجود الدعم الخارجي لهم ..
والأهم من كل هذا ، أن التهميش "يجب أن يقف" .. ليس فقط للفوائد العظيمة لتفعيل فكر ودور الشباب ..
بل أيضا لمنع التفعيل الإجباري لهم بفكر يُبثُّ من خلالهم ..!!

شبابنا (وأنا منهم) ثمرة غالية جدا .. قد ترفع درجاتنا للقمم .. أو تهوي بنا إلى أسفل سافلين ..!
والإختيار لنا ..!

وهنا أعرض مثالاً رائعاً جداً لإحدى الشابات التي نتشرف بفكرها الرائع وهي ريم الجهني
في مدونتها تحتاج إلى علبة مناديل لتمسح بعض الدموع ، وإلى إستعداد نفسي للإعجاب بها وبما تكتب
شخصياً .. اعجبت باستدلالاتها من القرآن والسنة النبوية ، مع تطبيق ذلك بأسلوبها الخاص في زمننا الحالي
هذا رابط مدونة ريم .. إن لم تقرأ موضوعي هذا فلم تخسر شيئاً .. لكن إن فوّت قراءة مدونة ريم فقد فاتك الكثير

استمتعوا